سورة الفلق مكية، وفيها تعليم للعباد أن يلجئوا إلى حمى الرحمن، ويستعيذوا بجلاله وسلطانه من شر مخلوقاته، ومن شر الليل إذا أظلم، لما يصيب النفوس فيه من الوحشة، وانتشار الأشرار والفجار فيه، ومن شر حاسد وساحر وهي أحدى المعوذتين اللتين كان rيعوذ نفسه بهما.
آيات السورة : ( قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد )
تفسيرها:
( قل ) يامحمد متعوذا ( أعوذ ) أي ألجأ وألوذ وأعتصم.
( برب الفلق ) الفلق الصبح أي فالق الحب والنوى وفالق الإصباح.
( من شر ما خلق ) وهذا يشمل جميع ما خلق الله من إنس وجن وحيوانات، فيستعاذ بخالقها من الشر الذي فيها ثم خص بعد ما عم فقال ( ومن شر غاسق إذا وقب ) أي من شر ما يكون في الليل حين يغشى النعاس، وينتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة والحيوانات المؤذية.
( ومن شر النفاثات في العقد ) أي ومن شر السواحر اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد التي يعقدنها على السحر.
( ومن شر حاسد إذا حسد ) والحاسد هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده، ويدخل في الحاسد العاين لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس.
فهذه السورة تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور عموما وخصوصا ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره ويستعاذ بالله منه ومن أهله.