الثلاثة
ُيحكى في سالف الأزمان, عاش ثلاثة أصدقاء حبيبين مره ولايحارشون أحد , وقد كان هؤلاء الثلاثة بإختصار شديد كافّين خيرهم وشرهم . وش ملحهم وذفين وينجرعون ودك توديهم عند محل تغليف هدايا من زود زينن فيهم . عاشوا في قرية فقيرة تقتات على أقل القليل , ويعيشون في سعادة منقطعة النظير , وحدث أن سكن بالقرب منهم , رجل كبير في السن ولكنه علّة باطنية , ماينبلع ابد , ولقد كان فيه بثارة ليست في احد , وزودا على ذلك فقد كان شريرا .. وقد كان هذا الشرير يسير بالقرب من منزل الأصدقاء الثلاثة , ويجدع على حوشهم قواطي ببسي فارغة , ثم يطق الباب يقول عطوني قوطيي , فما يكون منهم غير أن يلقوا إليه بقوطيه - حبيبين مره وش حليلهم - وأستمر هذا الشرير على هذه الحالة دوما , حتى جاء اليوم الذي فاض فيه كيلهم , وبلغ سيلهم مبلغا عظيما , فقال أحدهم " وش بلا مانقول له لأ اذا جانا ونفتك منه " , فرد عليه الآخر " تحسب إنه بيخلينا في حالنا ذا شرير شريييييييير تعرف وش معنى شرير ؟ " , فقاطعهم الثالث وهم يتأمل في سقف الغرفة " موب تسن ذا الجص بادي يتكسر ؟ " . فزلبوه وأخذوا يفكرون بحيلة تلهي ذا الشرير عنهم , فخلصوا إلى تكتيك رهيب , وقرر الثلاثة أن يسافرون كل واحد إلى بلده ويبحثون عن حل لهالمشكلة والوعد عقب سنة في هالمكان . وبالفعل خرج الثلاثة كل منهم يحمل زوادته ومطاره وسندويش بيض بالجبن , وحدث ماحدث لهم , وبعد سنة , عاد الأول وهو يقود تريلة محملة بقواطي الببسي الفارغة ولبّقها عن الباب . وبعد هنيهة أقبل الثاني ومعه عقد توزيع معتمد من الجميح عشان يفتح مصنع ببسي في البلدة ويعطيه ذا الشرير , وبعد دقائق من عودة الثاني أقبل الثالث ومعه فكة دراهم فقط , فذهل الإثنان من الثالث وكيف لهذه الحفنة من الدراهم أن تنقذهم من الشرير . فأخبرهم بانه باع سندويتش بيض بالجبن واشترى بثمنه سهمين في شركة من هالخشاش ووفقه الله وتبدلت عشر وعشرين مره " .
--------------------------------------------------------------------------------
فقّـــاش
رد علي جون بإستغراب شديد : ياخي قصتك ذي ماقد مرت على أحد من قبل , وشلون مايصير أحد يفقد إحساسه ولاعاد يوجس شي أبد ماش أحس إنك تشلّخ علي . رددت عليه بسرعه وأنا أقول له : يابن الحلال وشوله اكذب عليك أنا وأنت مانعرف بعض ولا بيننا أي صداقة وأساسا أول مره أشوفك ومابيننا إلا هالدقايق اللي ننتظر فيها الباص ثم كل واحدن بيروح في طريقه . أجاب جون : بس حتى ولو يمكن إنك تبي تضيّع الوقت وقلتا انصب على ذا المسيكين . لكزته بكوعي وأنا أقول له " شف شف ذا المزيونه . إلتفت جون إلى مكان إشارتي فوجدها فشقة صدق , ثم أردفت قائلا : هه شفتا إني مانيب أكذب عليك لو إني أكذب عليك تسان ماطلعت هالمزيونه مزيونه . <------ الله من زين وسائل الإقناع عندك والحجج . إعتذر لي جون بلباقة وهو يضف جريدته ويضعها تحت أبطه مستعدا لركوب الباص . نظرت الى الشخص الآخر الجالس على يميني وقلت له : تهقى صدق قصتي هههههه والله يا أنا نصبت عليه نصبه بنت كلب , أجل اهنا احد في الدنيا يدخل أصبعه في الفرن ولايحس بحرارة النار , وإلا أهنا أحد في الدنيا يشيل خبز التميس بيديه بدون كرتون وإلا كيسة . نظر إليّ الرجل قليلا ثم صرخ بأعلى صوته : جون جون تراه يتسذب . مسكته من تلابيبه راجيا أن يسد حلقه : يابن الحلال اوص خلاص والله انك مخره يقطع ام المخرات اللي كذا .
--------------------------------------------------------------------------------
الطابور
وقفت والملل يحيط بي ,يجلو نظري على أناس قد إجتمعوا في صف واحد منتظرين الفرج , منتظرين على الأقل تحرك الطابور خطوة واحدة فقط إلى الأمام.
أسمع قرع خطواتهم , آتون من الخلف , مروا بكل الصف وتجاوزوها . كموكب مهيب منطلقين نحو الأمام , ذلك الأمام اللذي لا أكاد أتبينه . ما إن وصلوا حتى أخذت أعد في داخلي , 1 , 2 , 3 , 4 , ...... , 7 , 8 , 9 , 10 .
خرج منادِ بصوت جهوري قاتل " أرجعوا إلى بيوتكم فلقد تم إختيار الموظف الجديد " .
إبتسمت وأنا أعلن الإنتصار , فلقد صدق توقعي.
--------------------------------------------------------------------------------
عثورة
لا أريد أن أحترق , يكفي ماحدث لأخوتي , أرجوك أيها الرجل , دعني وشأني , بل دعنا جميعا , نريد أن يغلق علينا بيتنا الصغير ولاتفتحه مرة أخرى , أرجوك أرجوك أرجوك .......
لم يأبه لصراخها وتوسلاتها , أخذها من بيتها وأشعلها , مزّ منها قدر مايستطيع ونفث الدخان خارجا , إمتص شبابها وتركها رمادا .
--------------------------------------------------------------------------------
المغرورين الثلاثة
حكي لي منذ مدة ليست بالقصيرة عن ثلاثة أصدقاء بهم من الغرور الشيء الكثير , لاينفكون عنه ولايفارقهم حتى في خلواتهم مع أنفسهم . كانوا يسيرون على متن قافلة تحمل الكثير من ثرواتهم والكثير من جواريهم والكثير من كلش , حيث إنهم قد أنعم الله عليهم بنعمه , وكانوا يتاجرون فيها . وصادف أن كان معهم على نفس القافلة شيخ كبير طاعن في السن , فتقرب منهم الشيخ لما رآه من تصرفاتهم وحركاتهم وصجتهم تالي الليول . وكان صاحب حجة ومنطق وله من حسن الكلام ولذة الحديث وحسن المعشر وجمال الصحبة الكم الوفير , على الرغم من كبر سنه , فصحبوه , وأصبحوا يشاورونه في كل أمر يريدونه فمرة يسألونه عن نوع العسل الأفضل , وتارة يشاورونه عن أفضل جبن سايل وإلا تشدر , وكان عنده لكل سؤال جواب ولكل جواب إسترسال يبين فيه المزايا ويفند فيه العيوب , بإختصار كان كل سؤال يسألونه إياه عبارة عن محاضرة قادمة يتحرقون شوقا لسماعها , ويضحكون على ذباته الخفيفة المترامية في أطراف السالفة . مرت الأيام عليهم في سفرهم وهم يسامرونه ليلا وينامون صباحا عقب السهرة الطويلة , إلى أن جاء يوم كان فيه الشيخ الكبير السن متكئا على عصاه , يتأمل في الأفق البعيد , فسألوه عن حاله ومايفكر فيه , فقال لهم الشيخ , أتعلمون يا أبنائي , سوف نصل بإذن الله إلى مقصدنا بعد يوم وأخشى ما أخشاه أن تقطعونني ولاأراكم بعدها أبدا , فأنتم لي بمثابة الأبناء ولقد زاد حبكم في قلبي مذ أول مارأيتكم فأنى لي أن أفقدكم , في حياتي كلها فقدت أناسا كثر ولكن لم تكن وحشتي التي أشعر بها في تيك الأيام كهذه الأيام . فتأثر الثلاثة بما يقوله الرجل ووعوده بأن يبقوا على إتصال به وألا يقطعوه أبدا . فحرك بعصاه على الرمل وهو يقول , ثم إني رجل فقير معدم ولا مآل لي ولا مأوى أفلا تأخذوني معكم حيثما تذهبون ؟ . فقالوا له نعطيك بعض المال لتتقوى به في هذه الدنيا , فأجاب ولكن لاحاجة لي بالمال , حاجتي للصحبة أشد وفقدي لها أنكأ . فرضوا بأن يكون معهم صديقا وتابعا . مر الوقت وهم ينبهون على خدمهم بخدمة هذا الشيخ ورعايته وبأنه بمثابة الأب لهم , حتى أستطاع الشيخ أن يكون واحدا منهم , حتى جاء اليوم الذي خلع فيه الشيخ لحيته التركيبه وقال لهم " لعبت عليكم يالزلايب أجل من مصنع ببسي وقواطي فاضية صرتوا تجار وانغريتوا علي ايييييييه يا أيام قواطي الببسي اللي اجدعها عليكم وأحارشكم فيها " , فنطقوا بصوت واحد " الشرييييييييييييييير " .
--------------------------------------------------------------------------------
الحلم الجميل
بفرح غامر أخذت مقعدي بين تلك الحشود المكتضه بها المدرجات , مباراة حاسمة لايمكن أن أفوتها على كل حال , كنت أمني نفسي بحضورها منذ مدة طويلة , وها أنا أحقق أمنيتي أخيرا , يخرج لاعبوا الفريقين من غرفة تبديل الملابس وأنا متلهف , شوقي وحماستي يزدادان كأنهما في سباق سرعة , بدأت المبارة سريعة , وبعد فترة قصيرة جدا - أو هكذا تخيلتها - أعلن حكم المباراة نهاية الشوط الأول , التعادل يسيطر على الموقف , ويخرج مذيع إلى منتصف الملعب ويعلن بأنه سوف يتم إختيار أحد الحاضرين للفوز بجائزة ثمينة ( بيت + سيارة + مبلغ مالي كبير في حسابه ) وسوف يتم إختيار الفائز من خلال كاميرا الملعب وستظهر صورته على شاشة الملعب , دارت الشاشة ونحن , كل الحاضرين في ترقب من سيفوز بها , توقفت الكاميرا عن الدوران , وظهرت صورتي على شاشة الملعب . دهشت , توقفت كل أعضاء جسمي عن الحركة , حتى مقلتاي .
أفقت من نومي مذهولا متعرقا مقهور.
--------------------------------------------------------------------------------
سليمان
سليمان رجل عملي مكافح فيروسات ( أقسم بالله العظيم ماأعيدها ) في الحقيقة لم تكن الكلمة السابقة مصالة وإنما فعلا هو مكافح لفيروسات المجتمع ( عاش مصرف ) , يعتبر سليمان خصوصا مع مركزه الإجتماعي حيث يشغل مكانا حساس في الدولة بإعتباره وزيرا في وزارة حساسة أتحفظ على إسمها , قرر أن تكون وزارته مثالية بل عزم على أن تكون أنموذجا من وزارات المدينة الفاضلة , فأخذ يتخذ القرارات الحاسمة من فصل موظفين وتوظيف كوادر جديدة شابة تعطي الدفعة المعنوية والحماسية للوزارة وألغى التوظيف بالواسطة , وأصبح مصطلح خدمة المواطنين أولا مصطلح دارج في الوزارة مصطلح يأخذ الحيز الأكبر من تفكير الموظفين , الصالحين منهم وهم كثر وحتى الطالحين الخائفين من الفصل , كان قد أخذ على نفسه العزم على البقاء صامدا في وجه الرياح الغاضبة منه , أخذه الإجتهاد إلى الإصطدام مع من كان يعتقد الناس بأنه لايمكن الإصطدام بهم ولا معهم , بل أخذ ينتقد أداء الوزارات الأخرى , كثر أعداءه من المسؤولين , وكثر محبيه من الشعب , بل أخذ يقدم المقترحات إلى مجلس الشورى تهدف إلى خدمة المواطن والإرتقاء بمصالح الشعب عن التزلف والإنكسار للآخرين , أخذته عبارات الإعجاب من قادة الدولة والثناء عليه كل مأخذ , فأعتد بها وحق له ذلك , إنطلقت عصابة المجرمين تتحيل له وتكيد له وتنصب المصائد له حتى كبلوه في عائلته وعمله وشرفه وسمعته , فلم يكن أمام سليمان إلا أن يبوبز ويدع العاصفة تمر من فوقه