وما يدرون إلا يطلع من بكره مدمن مخدرات ومشاكل معهم وفي الأخير يطلق بنتهم ومعها ثلاث عيال ... ويقولون ليه نسبة الطلاق زادت عندنا بعد .. طبعاً هذا كوم و حركات بعض العجز في كوم ثاني .. تلقاها ضايعة عبايتها في عرس وأبد أي بنت تجي تدور معها على طول تمسكها على جمب وتأخذ أسمها ومن بكره تخطبها لولدها وتقول ما فيه اسنع منها .. وبعد كم شهر ما تدري إلا محرضة الولد عليها أو تصير تطقها حتى والعياذ بالله .
متى الناس تدرك ويجيها وعي كامل بهالأمور .. متى الناس تقدر أن الارتباط مهوب سهل للدرجة ذي .. صحيح يسمون الزواج القفص الذهبي بس مهوب معناة هالكلام أننا زي الكناري أي اثنين ينحطون مع بعض خلاص تمشي أمورهم .. أووف بس , أحسن شيء أن الواحد يتوكل على الله ويزوج بناته للي يوديه يتوضأ وهو في المستشفى منوم .. وحبذا لو يكون راسه مثلث <<—- ياخي قل أنا وخلاص
* * *
نزلت إلى الدور الأول واتجهت إلى كشكً صغير .. أقبلت على الكشك وأنا أترنح وأعرج من شدة التعب والألم وملابسي شبه عارية ( لا تفهمون غلط المستشفى ملبسيني كذا أنا مالي دخل ) ... وقفت أمام الكشك فإذا بصاحبة يفتح الدرج ويخرج خمسة ريالاتٍ وبمدها لي وهو يقول : خود ديه وربنا يفتح عليك ويعوضك عن اللي فاتك .. خود ما تتكسفش .. نظرت إليه بتعجب ومن ثم رددت المبلغ بيدي وأنا اقول : لا لا الله يعافيك .. أنت فاهمني غلط ترى !!
أدخل البائع المبلغ في الدرج وهو يقول : ليييه بس .. ما تخلي يا بيه .. عموماً طالما مش عايز فلوس يبئ اكيد عايز تأكل .. أدخل يده في الدرج لوهله ثم أخرج منها سندويتش فلافل قد لفت في جريدة , مدها إلي وقال : خود دي عليك بالعافية ولو عاوز تشرب حاقه معاها فيه برادة ميّه في السيب اللي هنا .. انا بروح اكل عندها كتير .. روح هناك ما تتكسفش .. روح روح
رددت السندويتش بيدي وقلت باستهجان : يا حبيبي افهمني .. أنا ما جيت أخذ منك شيء .. قطع البائع كلامي وقال بفهاوة : اهاااا أكيد أنت من النوع اللي بيحب يشتغل عشان يأخذ الفلوس ! .. أدخل يده في الدرج لوهله ثم أخرج منها مكنسة واستطرد قائلاً : اكنس اللي ئدام المحل وأرجع لي أديك أقرتك !! ... ضربت الطاولة بيدي وقلت بغضب : يا أخي أسمعني .. أنا جاي اشتري منك وش فيك أنت كذا !! .. بدأ البائع في حك شعر رأسه بدلاخة ثم قال : معليش العتب على النزر .. محسوبك ( عبدوه بئالة ) وأنا الكل في الكل في المستشفى ديه !!
ما أن انتهى جملته إلا وأحد المارين يناديه : يا عبدووه .. ما تنساش تغسل العربية وتلمعها كوبس .. نظر إلي وهو طابح وجهه وقال مرقعاً : ده الدكتور مرسي , بيحب يهزر كتير معايه .. لم يكد كمل جملته ايضاً إلا والدكتور مرسي يصرخ من بعيد قائلاً : يا عبدوه ما تنساش تغسل عربية الدكتور حسنين بعد ما تغسل عربيتي كمان !!
نظرت إليه وقلت بابتسامة عريضة : واضح انك تغسل سيارات الكل في المستشفى ذي .. ضحك عبدوه مسلكاً لي على أمل أني سوف أشتري منه وقال : لا مؤخزه يعني .. الأخ قاي للمستشفى ليه ؟؟ , زيارة وإلا عمل وإلا قاي عامل نفسك مريض ؟؟ .. تنهدت : أبد أنا بس جاي عشان غسيل معدة .. اغلق عبدوه عينيه ووضع يده على فمه وقال بازدراء : يوووه دا بيوقع أوي أوي .. الله يكون في عونك يا شيخ .. أغلق عبدوه الكشك وأمسك بيدي وقال : ما تيقي نتمشى ونشرب زقارة .. خاطبته قائلاً : بس أنا ما أدخن يا أستاذ عبدوه .. ضحك عبدوه وقائل وهو يشعل سيقارته : الله اكبر .. ينصر دينك يا عم .. تسدئ بالله من بعد حرب 3 أكتوبر ما سمعتش حد بينده لي ( استاز عبدوه ) .. قاطعته متفلسفاً : قصدك حرب 6 أكتوبر .. المهم ليه ولعت الزقاره هنا وحنا ما بعد طلعنا من المستشفى ؟! .. مهوب ممنوع ؟!
ضحك وقال بتهكم : يا عم مافيش حاقه أسمها نزام عندكم هنا في السعودية .. لما تروح للمطعم بتحصل الناس بتطفي السقاير في اليفطه بتاعت ممنوع التدخين .. ولو أتكلمت هيؤل لك ( هوه بيت أبوك ؟؟ ) .. وما تروحشي بعيد حتى هنا في المستشفى النزام مضروب .. تخيل أنا صار لي دلوئتي عشر سنين بشتغل هنا وطول عمري بدخن قوا المستشفى ومحدش ئال لي حاقه
وعشان تكون في الصورة كمان .. مرة وأنا خارق من المستشفى حصلت على إزازة عربيتي ورئة .. ئلت في نفسي أكيد الورئه دي برشور للعسيم ... بعدين ئلت لالالا مش معئولة برضو العسيم يوصل لهنا .. فقأه لعب الشيطان في عبي فرحت ئايل في نفسي , أكيد واحد عاوز يشتري العربية بتعتي وكتب لي عليها ورئة ( تسمح تبيعني العربية يا عبدوه ؟ ) .. قاطعته مستذئباً : ما شاء الله ويعرف اسمك بعد ؟ ... ضحك وسلك لي قائلاً : اااه .. ولو دنا عبدوه بئالة والأقر على الله .. أصلي أنا الكل في الكل هنا بعيد عنك
ضربته على كتفه وأنا أمازحه : أقول بس كمل كمل لا يناديك واحد تغسل سيارته الحين بعد .. أبتسم وأستطرد : مالكش بالطويلة يا طويل العمر .. المهم لما وصلت للعربية طلعت الورئة مخالفة عشان كونت راكن غلط في الموئف ! .. شوفت السذاقه ازاي !! ... وضعت يدي على صدري وقلت له فازعاً ومتزهلاً : إذا ناقصك فلوس يا أخ عبدوه أو محتاج شيء أو تبي أحد يسدد عنك المخالفة ياليت ما تتردد تقول لي .. تراني اعرف لك إشارة دايم مزحومه لو تبي تشحذ عندها وإلا شيء
أقري يا له من هنا , أقري أقري , أقري ئبل ما اضربك .. تفوه عبدوه غاضباً بتلك الكلمات وهو يرجفني بقدمه .. سقطت و سعابيلي على الأرض ولم تمضي ثواني إلا وعامل النظافة يحملني عن الأرض كي يمسح ما سببته من قذارة وتلوث عليها . وقفت بصعوبة وبدأت أمعن النظر في الممر فإذا بي أجد بأن أغلب الماره والموظفين هم من الأجانب .. خاطبت عبدوه حائراً : ما تحس يا عبدوه أننا جالسين نمشي في سفارة مهوب في مستشفى !!
بدأ عبدوه في المشي وهو يقول : ئلت لك ئبل شويه ما فيش نزام .. أغلب الدكاتره السعوديين فاتحيين لهم عيادات خارقية برى المستشفى وأي حد يقي يكون ما بين خيارين .. يا يروح لعند الدكتور في العيادة اللي برى عشان يكمل المرقعات بتعته أو ينتظر سنة وشوية لحد ما يقي موعده هنا في المستشفى !!!
قطع حديث عبدوه مرورنا بقرب امرأة عجوز كانت قد جلست على كرسي وهي تبكي .. نظرت إلي عبدوه وأنا في حيرةً من أمري منتظراً منه التفسير لذلك .. توقفنا عن المشي والقى عبدوه سيقارته على الأرض وخاطبني وهو يفرغ غضبه بإطفاء السيقارة في الأرض : ديه يا طويل العمر صار لها يومين وهي هنا ومش راضية تتحرك أو تكلم حد حتى .. قبها ابنها عشان عندها موعد عند الدكتور ولما قلست في كرسي الأنتظار سبها وراح ولحد دلوئتي وهي بتستنى !!
احتضنت عبدوه لا إرادياً ومسحت دمعتي في قميصه فإذا به يدفعني بعيداً عنه وهو يقول : إحنا بنصور فلم هندي ياله ؟! .. غور في ستين دهيه يالله .. استجمعت قواي ومسحت دموعي بطرف كمي وأنا اقول : يا خاين يا غدار .. طلقني طلقني .. وأخذت أركض كالمجنون في اسياب المستشفى إلى أن اصطدمت بأحدهم ووقع كلانا على الأرض
قام الرجل وبدا ينفض ثوبه وهو يقول لي : ما تشوف يا أخ !! .. وقفت أنا بدوري وبدأت أنظف الأرض من بعد وقوعي عليها وأنا اقول : معليش ما انتبهت لك .. أقترب مني وأخذ يدقق النظر في وجهي ثم قال : أنت مستر أي صح ؟؟ .. أنكأت على الجدار وبدأت حالة الغرور التي انتابتني مع الكهل تعود لي .. ثم فجأةً تغيرت ملاح وجهي صرخت في وجهه : أصبر أصبر .. لا تقول لي أنك تمسح مواضيعي بعد أنت !!!
ابتسم وأخرج ورقة من جيبيه وقال : لا لا .. أنا محمد صاحب شركات عقارية كبيرة هنا في الرياض ... أحب أشكرك على تبرعك للوالد بكليتك وترى المبلغ حولته لأهلك أمس .. تفضل هذا الكرت حقي لو تبي شيء كلمني .. أخذت الكرت وأنا مصدوم وبدأت أسترجع ما حصل لي ..
عرفت الآن من أين أتى أخي بالدباب والتلفاز واشتراك النادي .. وعرفت سبب وضعي في قسم الجراحة مع الكهل واشتراكنا بنفس الطبيب المعالج .. فقدت التوازن وسقطت على الأرض .. فتحت عيني محاولاً النهوض فرأيت عامل النظافة وهو قادماً نحوي كي يمسح الأرض .. أغلقت عيني وأغمي علي
استيقظت على صراخ عالي .. نظرت من حولي فوجدت نفسي قد نومت في قسم النساء والولادة والأطفال من حولي في بكاءً مستمر .. بدأت بالصراخ معهم وأنا اسأل نفسي , يا ترى ماذا أخذ مني هذه المرة ؟؟