لا أعرف سببا محددا جعلني من هؤلاء الذين يسيل لعابهم ويتلخبط كيانهم ويتبرجل حالهم كلما رأوا شيئا جميلا.. أو بالأصح فتاة جميلة..
يمكن لأني من مواليد شهر الحب وعيد الحب وهو شهر فبراير الذي يطلق على مواليده وبكل فخر مواليد (برج الدلو..).. جايز
وجايز يكون الدلو سببا في ذلك إذ أننا وباعتبار أننا بالعامية الدارجة (نُسمى برج الجردل) يعني مواليد هذا البرج العظيم من هؤلاء الذين يندلقون بسرعة.. يعني بتوضيح أكبر.. بننكفي على وجوهنا بسرعة واقعين في اللي مايتسماش ده اللي اسمه... اللي اسمه... آآآآه.... "الحب"..!!
ويمكن لأن مواليد برج الدلو يتميزون بالطيبة والوضوح والشفافية والصراحة بالطبع وعاطفيون بشكل كبير.. بل زيادة عن اللزوم.. كل شيء جايز..
المشكلة بقى في تلك العاطفة الجياشة التي تستحوذ على مواليد برج الدلو دوما وتسوقهم وتسوقني بالطبع إلى حظ عسر وتعس جدا في الحب..!!
فعن نفسي كلما أرى فتاة وأشعر أن هذه هي من خطفت لُبّي ولخبطت كياني.. وأشعلت نيران قلبي.. وألهبت تلافيف مخي.. أبدأ فورا بعدها في السعي خلفها.. باعتبار أن كل نظراتها لي وابتساماتها وحركاتها وتصرفاتها وكل ما إلى ذلك من أمور تفعلها هي ببلاهة شديدة دون قصد منها.. وأفهمها أنا ببلاهة أشد على أنها إعلان حب منها لي حتى لو كان هناك خلل في وصول المعلومة إلى عقلي ومن ثم قلبي..
وإذ بي أكتشف بعد ذلك أنني كنت ساذجا جدا وأن اللي زيي مايتحبوش (وطبعا مش دايما).. وكل ما أحصل عليه من الفتاة هو رد دبلوماسي ولا بتوع السياسة يقدروا يقولوا زيّه.. وهو أنها كانت تعاملني كأخيها.. (الأكبر طبعا).. وأنها تُكِنُّ لي احتراما شديدا وتبجيلا أشد.. لكنها لم تنظر لي إلا كأخ وصديق..!!
وطبعا أتلقى الصدمة وأقول أنا: "أخ.. من ده مقلب"؟؟!!
ثم أبدأ في لعن أبو الحب و"كيوبيد" معا.. ثم أنتوي نية جادة ألاّ أترك نفسي لذلك الشيء الملعون والمسمى حباً مرة أخرى حتى لو رأيت من هي تفوق "مارلين مونرو" جمالا..!!
وبينما أحاول أن أنسى تلك التي لخبطت كياني وبرجلت أيامي ولعنت من أجلها الحب وسنينه.. إذ بي أرى من هي في جمالها أو أجمل منها فأنتبه لها وأحاول ألا أقع فريسة لتلك المشاعر الجاذبة لها بأقوى مغناطيسات الأرض والتي تقودني إلى تلك الجميلة وكأنني معصوب العين.. وأقاوم.. وأقاوم.. بينما لكلامها سحر لا يقاوم ولمعاملتها لي جذب لا يقاوم و.. ولنظرتها وآآآآآه من نظرتها مجموعة من الأسحار تجذب الكارهين للحب إلى الحب.. وشيئا فشيئا تنهار قوى المقاومة الطبيعية وغير الطبيعية لديّ وتتلاشى.. وتتلاشى حتى تصير عدما.. ثم أكتشف أنني وقعت فريسة لحب جديد وأتمنى من كل قلبي أن يكون حبا سعيدا وأن يكون خاتمة المطاف العنيد.. وأظل أحذر نفسي من عواقب الاستمرار في هذا الحب وأحذر قلبي من التمادي في الاستجابة لتلك المشاعر الرقيقة..
ثم أحدث نفسي وأقول لقلبي: يا قلبي تعقّل ولا تترك نفسك لهواك..؟؟
يا قلبي حاسب لتقع.. ولا حدِّش يسمِّي عليك..؟؟
ولكن لأنه قلب قليل الأدب ومابيسمعش كلامي فمافيش فايدة فيه..
ويدق قلبي للحب الجديد.. وعندما أقرر الإفصاح والاعتراف لمحبوبتي بتلك المشاعر المكنونة (أو قولوا المجنونة) الساكنة داخل قلبي (بإيجار قديم ومابتدفعش الإيجار كمان..!!) وأعلن لها عن رغبتي المؤدبة جدا والمحترمة جدا في الارتباط بها، إذ بي أجد وجهها قد تغير لونه واستنكرت عليّ تلك الجرأة الشديدة التي وهبني الله إياها في تلك اللحظة.. رغم أنها وليدة الصدفة ووليدة عوامل الدفع القلبية والتي تحتاج لمعادلات فيزيائية لترجمتها ومعرفة السبب وراء انطلاقها في تلك اللحظة الحاسمة من عمر تلك العلاقة المتصور لي من طرفي أنها حب والمتصور لها من نظرها أنها علاقة عمل أو أخوة (في الله طبعا) أو صداقة أو...... أي شيء إلا ذلك المسمى "الحب"..
وإذ بها تنظر لي من فوق لتحت نظرة استنكار شديد وهي تقول لي: ومين قال لك إني عايزة أرتبط أصلا..؟؟!!
ولأنني من مواليد برج الجردل (قصدي الدلو) تجدني أشعر وقد وقع على رأسي جردل (قصدي دلو) مياه ساقعة وجدا.. ومرة أخرى ألعن الحب وكل سنينه.. وكل أسبابه.. وأتعجب في نفسي من شيء غريب قوي.. وأقول: هي ليه البنات بتحب اللي يضحك عليها، مِن هؤلاء الذين يبالغون في كلمات الإعجاب والانبهار والنفاق في أغلب الأحوال..؟
فبعينيّ أرى الماكرين يقولون من معسول الكلام ما يخدر كيان البنات فتجدهم وقد سلبوهن إرادتهن؛ فيهِمن في هؤلاء الماكرين في سرعة كبيرة وما أن تحدث تلك الشرارة للحب من طرف الفتاة حتى تكتشف خداع الباشا اللي كان عامل نفسه "متيم"، وإذ بها تصبح هي الجردل (قصدي الدلو)..!!
بينما لا أجيد أنا وأمثالي إلا الصراحة والإخلاص ومع ذلك لا نجني إلا الاستنكار والتأفف من الإعلان عن مشاعرنا وكأننا لا نستحق أن نعلن عن تلك المشاعر..
والمؤسف أنني ومعشر مواليد برج الجردل (قصدي الدلو) لا نتعلم؛ فكلما نفشل في الحب ونقرر عدم الخوض في تجربة جديدة يجذبنا حب جديد ويسلب إرادتنا من جديد..
وتستمر نفس الدوامة التي أحياها ويحياها معي كل مواليد برج الدلو (قصدي الجردل..!!).. وهي أني وإياهم عاطفيون جدا منجذبون بشكل هائل، مهتزون للحب بقوة 10 من 10 بمقياس ريختر للزلازل العاطفية..
وتظل المأساة هي "إن عيبي.. إني باحب بسرعة