--------------------------------------------------------------------------------
استيقظت ( سليمة ) في المستشفى على بكاء سيدة كانت بجانبها لتفاجأ بوجودها في غرفة جديدة ومعها ستة نساء مرضى في نفس الغرفة لتضغط جرس السرير بغضب لتنتظر دقائق حتى أتت الممرضة وهي تسحب قدميها وكأنها تمشي على اضافر أصابعها لتبعد ( سليمة ) الغطاء عنها وتحاول النهوض مقاومة الألم الذي ما إن رأى عنادها حتى قال لها محد يقوى عليك قومي يا الله ... نهضت بلباس المستشفى المفتوح من الخلف ومربوط بحبال وليس عليها شيء تحته ..
لتمسك بالممرضة من قميصها وتخبط رأسها في جهاز القلب وهي تقول لها شوفي أنتي جرس هزا أنا مجرد فكر بس يبغى يضرب جرس أنتي يجي سرعه بس مجرد تفكير .. انتفضت الممرضة من جراء العنف لتقول إيس فيه .. لتجيبها ( سليمة ) أنا كنت في غرفة لحالي وش جابني مع ستة .. شحب وجه الممرضة من شدة الخوف وكذلك من قوة المسكة لتحرك بيدها نحو رقبتها وهي تخرج لسانها لتفلتها ( سليمة ) وهي تقول معليش ما كنت أدري اني ضاغطه على حلقك .. ايوه جاوبي .. بكت الممرضة وهي تقول الدكتور قال ..
طالبتها ( سليمة ) بالانصراف لتحضر الطبيب .. ما إن انصرفت حتى التفتت على السيدة التي تبكي لتتوجه إليها وظهرها إلى الباب وهي تقول لها .. فيه شي يا خاله ترى حنا في مستشفى مهوب في عزى وش يبكيك إذا حاجة تعورك دقي الجرس خليهم يجون يشوفونك .. وبينما هي تتحدث دخل رجل لزيارة أحد السيدات فتوقف مشدوها لتلتفت إليه ( سليمة ) وهي تقول فيه شي يا الحبيب .. لم يستطع الكلام وإنما اكتفى بإشارة من أصبعه على لابسها لتقاطعه وهي تقول ..
أدري انه مفتوح من ورى ليش ما تغمض لأجي أقطر في عيونك من موية هالمغذي .. أنزل رأسه وتوجه إلى زيارته لتعود ( سليمة ) إلى سريرها وقد حضر الطبيب بكرفتته وأبتسامته المشرقة ليقترب من سليمة وينحني أمامها ويسألها .. فيه شي يا خاله .. ما إن أنحنى حتى قالت له أرجع شوي معد بقى الا تعطيني بوسه .. أرجع لأربط كرفتك في عراقيب رجليك وأخليك أول أنسان ينتحل شخصية دوده وترجع لمكتبك زحف .. أثارت كلماتها حفيظته لتقول له أنا كنت في غرفة لحالي ليش نقلتوني هنا وإلا جت توصيه لمريض وحطيتوه مكاني .. اجابها الطبيب بالعكس حنا هنا نهتم فيك أكثر ..
تجادلت معه ليعود إلى مكتبه وهو مؤمن في قرارة نفسه بأنه سوف يتقاعد وذلك بسبب وحمة زرقاء على عينه اليسرى نتيجة ضربة من قبضة ( سليمة ) ...
* * *
خيم الليل ولم تستطع ( سليمة ) النوم من السيدة الجالسة بجانبها لتنهض من سريرها وتحدثها ولكن السيدة لم تجبها لتقوم بإخراج سريرها في الممر والممرضات يتجمعن حولها وهي تقول خلاص لحد هنا وكفايه لو هي جرس الإنذار حق الغزوا كان خرب .. توسطن الممرضات لها حتى حن قلب ( سليمة ) وأعادتها لتجلس معها وهي تقول لها وش فيك يا خاله قولي لي أحد مضايقك العن خامسه لك قولي لي التفتت إليها السيدة العجوز وهي تقول لها أنا هنا لحالي حاسه بضيقة صدر عيالي ما يسألون عني أبد ..
ما إن انهت حديثها حتى أخذت رقم هاتف منزلهم وأمسكت الهاتف وأتصلت عليهم ورد مسج شاب ناعم ( هلا حبايبي أحب اقولكم أني طالع هالحين وأن شاء الله أبرجع قريب حطوا رسالتكم بعد الصفارة وهذي بوسة لكم امووووووووه ) ... ما إن أتى صوت الصفارة وأنتهى حتى قالت ( سليمة ) بسخرية مسوي تبوس الأنسر مشين ويا وجهك وخد أمك مترسب عليه أملاح من قل البوس ...
صمتت بعدها ليكتسي صوتها بصرامة .. أسمع لو ما جيت تزور أمك اليوم قسم بالله أني لأجيك بسيارة الاسعاف حقت المسشفى منها توصيلة لي ومنها نشيلك عليها بالمرة فاهم .. أقفلت السماعة لتصمت ويعم الهدوء وتشاهد العجوز قد تكومت في سريرها وهي تقول بخوف والله معد اصيح خلاص بس أنت هدي .. ذهبت وخلدت إلى النوم
لتستيقظ على صوت الممرضة وهي تقول .. يا الله ( سليمة ) فطور وهي تغطي رأسها باللحاف وتقول .. الله يجيبك يا طولة البال يارب هديني لا أشيلها وأحطها حشوة في سندويشه ..
أمسكت الممرضة باللحاف لتسحبه وكانت هنا النهاية بالنسبة لها فقد خرجت من الغرفة لتقف أمام الباب وتشاهد زميلاتها على الكونتر والصينية قد نشبت في ملابسها بسبب العسل لتسقط ويلتموا عليها ليحضر الطبيب ( فتحي ) وهو يقول بخوف ما يصحش يا ( سليمة ) كل حد يخش الأوضة دي بخرق بتعوريه دحنا بأينا في الشارع مش في مستشفى على كدا حنلبس لابس الحرب كل مره نخش فيها .. اعتذرت له ( سليمة ) وهي تقول وش أسوي يا دكتور أنا عصبية ..
ابتسم الطبيب ( فتحي ) وهو يقول دنت فكرتيني بشبابي دنا كنت بأف على البلكونه وسرخ والقيران بتخاف مني .. أطلع برى يا دكتور ( فتحي ) نطقت بعبارتها وهي تجز على أسنانها أطلع برى لأسوي لك زراعة شعر مكان هالصلع اللي في النص ، وقلهم يجيبون الأكل ..
خرج وأحضروا لها الأكل لتشاهدة عدة دقائق وهي تقول وش هذا عدس .. أنا مريضه وإلا مسجونة وين الطباخ خذوني له .. لم تمضي دقائق حتى وقفت أمام الطباخ لتقول له وهي تشير إلى شروبة العدس يعني عشان ما عندي وساطة تأكلوني من اللي باقي عندكم .. قرب .. أقترب منها وهو يقول لها بعصبية هذا اللي مكتوب لك أرجعي لغرفتك .. اقتربت هي منه وهي تقول له .. أنا أكلمك بأدب يا حيوان أنا أدل غرفتي لكن أنا أبخليك في الغرفة اللي جنبي لم تكد تكمل كلماتها حتى حضر طاقم طبي ليخرج الطباخ من قدر العدس وقد احترق وجهه والمرضى والممرضات وطاقم المستشفى وحتى الأواني يمسكون بها ويقولون هدي أعصابك خلاص ..
عادت إلى غرفتها ليرن جرس هاتفها وهي تقول نعم .. ليخرج صوت والدتها وهي تقول لها حنا جايينك زياره ووقفونا يقولون ما تطلعون بالشاهي والقهوة والحلويات .. اقفلت الخط ونزلت ( سليمة ) لتقول للسكيرتي يعني عشان ما عندي واسطة توقف اللي جاي لي ... بعدين الوالده تقولك شاهي وقهوة مهوب مخدرات للدرجة هذي حسك الأمني عالي .. تنافظ السكيرتي لأنه يعرفها ليقول والله ما كنت أدري ان هالاغراض لك وإلا كان شلتها بنفسي وجبتها لك وسخنت لك الشاهي والقهوة لو كانوا باردين ..
تجاهلت حديثه لتصعد هي ووالدتها وأخوتها لتقول لها والدتها بصوت خافت يا بنيتي عندك خبر أن لبسك مفتوح من ورى .. صمتت للحظات لتجيبها ( سليمة ) إيه عندي خبر حاسة ببرد يدخل من ورى بس وش أسوي أمشي على ظهري عشان محد يشوف واللي في أمه خير خله يشوف لألعب بعيونه مصاقيل المهم عطيني علومك ووش جديدك ..